“في ظرف ست ساعات تستقبل صحارى العالم طاقة من الشمس تفوق ماتستهلكه البشرية في عام كامل”
د.جيرارد كنيس
انطلاقاً من هذه الحقيقة قامت فكرة مشروع ديزرتيك و التي تعود إلى مبادرة من «نادي روما» أطلقها علماء وسياسيون عام 2003 بمشاركة «المركز الجوي الفضائي» في ألمانيا. وتتضمن أبعاداً عدّة أهمها تأمين الكهرباء النظيفة لأوروبا ولدول منطقة شمال أفريقيا أيضاً، وكذلك توفير ما يكفي من الطاقة لتشغيل مصانع تحلية مياه البحر في تلك البلدان التي تسعى إلى تجاوز أزمة مياه الشرب التي يتوقع أن تواجهها في المستقبل مع ازدياد شح مصادر المياه العذبة فيها، وذلك عن طريق استغلال الطاقة الشمسية و المساحات الصحراوية الواسعة في دول شمال افريقيا لتوليد الكهرباء.
وسيعتمد هذا المشروع على استخدام أحدث التقنيات في توليد و نقل الكهرباء، حيث سيتم الاستفادة من الطاقة الحرارية للشمس لتوليد الكهرباء عوضاً عن استخدام الخلايا الكهرضوئية، حيث ذكرنا في أحد مواضيعنا السابقة طرق توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية الشمسية أنه يتم تجميع حرارة الشمس بشكل مكثف وتوجيهها الى أنابيب خاصة لتحويل المياه الى بخار تزيد درجة حرارته عن 400 درجة مئوية و توجيه هذا البخار الى عنفات بخارية تقليدية تقوم بدورها بتدوير مولدات تعمل على توليد الطاقة الكهربائية. أو عن طريق تخزين حرارة الشمس خلال النهار بخزانات مملوؤة بسائل ملحي خاص يحفظ السخونة للفترات المسائية ليتم التوليد عند غروب الشمس.
أما بالنسبة لنقل الكهرباء فسيتم باستخدام النقل بالتيار المستمر و ذلك لتوفر عدة ميزات بهذه الطريقة وهي تقليل عدد الكابلات المستخدمة للنقل الكهربائي، القدرة على ربط عدة شبكات كهربائية بتوتر و تردد مختلف مع بعضها و أخيرا فان الفاقد الكهربائي لن يتجاوز ال15 % الى 20% رغم أن نقل الكهرباء المولّدة سيتم لآلاف الكيلومترات.
ويتوقع أن تصل الكهرباء المولّدة من هذا المشروع بحلول عام 2050 الى 700 تيرا واط أي مايعادل 700 مليون ميغا وات “للمقارنة سورية تنتبج مايقارب ال9000 ميغاوات من كل المصادر المتاحة المستغلة حاليا” ويُتوقع ألا يتجاوز سعر الكيلووات الواحد 0.05 يورو(أي مايعادل 3.75 ليرة سورية علما أن كلفة بيع الكيلووات في سورية حاليا هو 5 ليرة سورية).
ويقدر أن المشروع سيحتاج الى استثمارات بقيمة 400 بليون يورو (أي أكثر من نصف تريليون دولار) يكون 350 بليون منها لبناء معامل الطاقة التي ستقوم بتحويل الطاقة الشمسية الى طاقة كهربائية، ويخصص الباقي لمد شبكات التوتر العالي لنقل الكهرباء.
يمكنكم قراءة المزيد عن المشروع و رؤيته المستقبلية و المنظمات المشاركة فيه عن طريق تنزيل الملف التالي من الموقع الالكتروني للمشروع