نشرنا في مقال سابق تحت عنوان أبرز أخبار الطاقات البديلة في عام 2011 أن مخترع ياباني يحول الأكياس البلاستيكية إلى نفط ، ومع ازدياد الشهرة التي تكتسبها هذه التقنية نعيد نشر الخبر مع المزيد من التفصيل.
كلنا نعلم أن البلاستيك مادة مضرة بالبيئة على كثير من الأصعدة بدايةً من مرحلة التصنيع، حتى عند التخلص منه فمادة البلاستيك تولد العديد من المواد ذات التأثير السلبي على البيئة.
يصنع البلاستيك من مواد نفطية, و يقدر أن 7% من ناتج النفط السنوي بالعالم يستخدم لإنتاج وتصنيع المواد البلاستيكية. هذه النسبة أعلى من معدل النفط الذي يتم استهلاكه في قارة افريقيا بأكملها.
للأسف البصمة الكربونية للبلاستيك تتضمن الحرق أو الدفن لأن نسبة إعادة تدويره بالعالم منخفضة جداً. ونفايات البلاستيك تلوث الشواطئ والمحيطات حول العالم. أطنان من البلاستيك من الولايات المتحدة واليابان تطفو على على سطح المحيط الهادي, وتسبب بمقتل الثديات والطيور. وربما أفضل من سلط الضوء على هذه المأساة هو الكابتن تشارلز مور من مؤسسة البحوث البحرية Algalita في محاضرته في TED.
استخدم أقل أو استخدمه بشكل أفضل
لحسن الحظ، هناك أولئك الذين يقدرون البلاستيك وأنه يحتوي على قيمة طاقية أعلى من أي شيء آخر قد تجده في حاوية النفايات. شركة يابانية تدعى Blest أنتجت آلة صغيرة، آمنة جدا وسهلة الاستخدام يمكنها تحويل عدة أنواع من البلاستيك إلى مادتها الأولية، النفط.
على الرغم أن اليابان قد حسنت كثيراً من كفاءة الاستخدام للمواد البلاستيكية على مدى السنوات إلى 72٪ في عام 2006، إلا أن هذا يعني أن يترك 28٪ من البلاستيك ليدفن في مدافن النفايات أو ليتم حرقه. ووفقا لبيانات معهد إدارة نفايات المواد البلاستيكية، فإن المواد البلاستيكية التي تعالج بشكل كفؤ تنقسم إلى 20٪ التي يتم إعادة تدويرها , و 52٪ التي يتم حرقها لغرض استرداد الطاقة ، أي توليد الحرارة أو الطاقة الكهربائية منها.
“إذا كنا سنحرق البلاستيك، ستتولد سموم وكمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون CO2. لكن في حال تم تحويله إلى نفط، سنوفر من غازات CO2 المنبعثه وبنفس الوقت سنرفع من وعي الناس إلى قيمة المواد البلاستيكية “، كما قال السيد أكينوري إيتو، الرئيس التنفيذي لشركة Blest.
تقنية التحويل هذه المطورة من شركة Blest آمنة جداً لأنها تستخدم التحكم في درجة الحرارة وتستخدم سخان كهربائي بدلاً من اللهب. والآلة قادرة على معالجة البولي ايثلين والبولي ستايرين والبولي بروبلين ولكن ليس الزجاجات البلاستيكي (زجاجات PET ). والنتيجة أننا سنحصل على الغاز الخام التي يمكن أن يعمل كوقود للمولدات أو المواقد، وإذا ما تمت معالجته يمكن أيضاً ضخه كوقود للسيارة، القارب أو الدراجة نارية. كيلوغرام واحد من البلاستيك تنتج ما يقارب لتر واحد من النفط. لتحويل هذه الكمية نحتاج الى حوالي 1 كيلو وات ساعة من الكهرباء، أي ما يقارب 20 سنتا “.
الشركة تصنع الآلة بمختلف الأحجام وقد تم وضع 60 جهاز في المزارع ومصائد الأسماك والمصانع الصغيرة في اليابان وبعضها أيضاً في الخارج.
” حلمي أن أصنع آلة يمكن لأي شخص استخدامها”، يقول إيتو. “إن منزلك هو حقل نفط المستقبل.”
ربما ما يقوله ليس مجنوناً كما يبدو، فحاوية النفايات المنزلية في اليابان تحتوي على أكثر من 30٪ من المواد البلاستيكية ، أغلبها مواد للتعبئة والتغليف.
مع التطور المستمر لهذه الآلة يمكن للشركة أن تبيع منتجها بمبالغ تنخفض مع الوقت، وإيتو يأمل بأن يحصل على منتج “يمكن لأي شخص شراؤه أيضاً” في الوقت الراهن أصغر نسخة التي تظهر في الفيديو في نهاية المقال، تكلف بحدود ¥ 950,00 ( 9500 $ أمريكي ). [ملاحظة من 30 نوفمبر 2010: قالت الشركة أنها أدخلت تحسينات على الجهاز والسعر الآن ¥ 1,060,000 أي ( 12،700 $ أمريكي ) بدون الضرائب.]
طريقة جديدة للتفكير
النموذج المصغّر للآلة التي يحملها إيتو معه في كل رحلاته كانت جزء من مشروع بدأه منذ عدة سنوات في جزر المارشال. حيث عمل مع الحكومة والمدارس لتعليم الناس حول ثقافة إعادة التدوير وقيمة البلاستيك في النفايات، ونشر حينها المفهوم الياباني موتانيني mottainai ، هذا المصطلح إذا قربناه للغة العربية فهو اقرب ما يكون لكلمة تبذير أي أن النفايات البلاستيكية أو ما نعتبره نفايات هي أكثر من ذلك بكثير ومن المؤسف التخلص منها بهذه الطريقة.
الجهاز يعتبر حل عملي لمشكلة البلاستيك خصوصاً في الأماكن النائية أو السياحية التي غالبا ما يزورها السياح مخلفين ورائهم الكثير من العبوات البلاستيكية التي يصعب التخلص منها، فالجهاز لا يساعد فقط على التخلص من البلاستيك بل يوفر أيضاً وقود للحافلات والقوارب.
يقول إيتو “إن التعليم في المدارس من أهم الأعمال التي أقوم بها “. في اليابان أيضاً، كان يزور المدارس حيث يقوم بتجارب للأطفال والمعلمين والآباء والأمهات ليريهم كيفية تحويل مخلفات غدائهم من عبوات الطعام وقشة الشراب إلى وقود يمكن الاستفادة منه.
إذا أستطعنا أن نعيد تدوير النفايات البلاستيكية لإنتاج الوقود منها بدلا من استخراج الوقود من حقول النفط حول العالم، يمكننا عندها أن نخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون CO2 بشكل كبير. فمن المؤسف أننا نتخلص من كل هذه الطاقة بمكبات النفايات لا بل نعاني بالتخلص منها أيضاً.
الهبوط من القمة
البلاستيك مادة مهمة جداً لكن اختراع البلاستيك ولّد مشكلة كبيرة لازال العالم يكافح لحلها. مع التهديد المتزايد للوصول لذروة النفط في العالم لا بد للأمور أن تتغير، العالم الآن يقف على أعلى قمة الوقود وبالتالي على قمة جبل من البلاستيك ولا سبيل للتحرك إلا الى للأسفل.
العديد من الحلول المتوفرة إضافةً إلى هذا الحل لمعالجة البلاستيك وجميعها لا تخلو من العثرات، هذا الآلة هي خطوة إلى الأمام في التوصل إلى حل لمشكلة اعتمادنا المتزايد على النفط ومنتجاته وتساعد على رفع الوعي بمضار انبعاثات الكربون، كيف ينتج وكيف يمكن التخفيف منه.
جميعنا يعلم أن اعتمادنا المتزايد على مادة البلاستيك هو عادة سيئة لابد من أن نتخلص منها لكن الأمر ليس بهذه السهولة، ولعل أفضل شيء يمكننا القيام به هو أن ننظر بعمق أكثر في هذه المسألة. يمكنك البدء بمشاهدة الفلم الوثائقي المنتج عام 2008 “الإدمان على البلاستيك” من إنتاج Cryptic Moth productions.
http://www.crypticmoth.com/media-plas-movie.php
الفلم يشرح عن تاريخ البلاستيك على مدى السنوات ال 100 الماضية، الفلم يعرض العديد من المقابلات المهمة مع خبراء بالحلول العملية والمتطورة لإعادة تدوير البلاستيك، والمواد السامة فيه و التحلل الحيوي له.
في المستقبل كل ما يمككنا القيام به هو مجرد مسألة اتخاذ إجراءات لكسر علاقة حبنا مع البلاستيك.
المصدر
http://ourworld.unu.edu/en/plastic-to-oil-fantastic
موقع الشركة هو
السلام عليكم .. بجد انا منبهر بحضرتك جدا وبالمقالات الى بتكتبيها .. انا فى بكالريوس هندسه معماريه السنه دى وشغال فى مشروع التخرج حاليا , وهو مركز ابحاث طاقه متجدده .. وكنت محتاج مساعده من حضرتك ف ياريت لو فى امكانيه التواصل مع حضرتك
يمكنك التواصل معنا على البريد الإلكتروني
info@kawngroup.com
مشكورة جدا على المجهود